الخميس، 8 أغسطس 2013

المجلس المحلي بالأسكندرية من أقدم برلمانيات العالم


image
الأسكندرية


عمل محمد علي علي تنظيم المدينة , فأنشا بها في سنة 1222هجريا ( 1807 – 1808 م ) " ديوان ملكي الإسكندرية " ثم أنشأ بعده عددا من الدواوين و المجالس و اللجان , كان م أهمها " مجلس الصحة " أو " لجنة التحسينات " كما كانت تسمي و كان هذا المجلس الذي انشئ في سنة 1834 م يتكون في معظمه من أعضاء أوربيين ,. وقد أدت التحسينات و التغيرات التي اجراها إلي نحو الأمتداد العمراني في المدينة القديمة , وإعادة تنظيمها علي الوجه الذي نري أساسياته الأن , ومن هذه التحسينات قراره بإزالة الجبانات القديمة من وسط المدينة ونقلها إلي خارج الاسوار حيث انشئ لكل طائفة جبانة خاصة , فواحدة للمسلمين , و ثانية للأقباط , وثالثة لليونانين , ورابعة للأرمن , وخامسة لليهود ..... وهكذا الجبانات  التي اصبحت تتوسط المدينة الان في منطقة الشاطبي بعد أن امتد العمران إلي منطقة الرمل . كذلك عمل مجلس الصحة علي  ردم المستنقعات التي كانت تتخلل المدينة و نقل سوق السمك و المذبح إلي أطرافها , كما أهتم بتسهيل الحركة و المرور في الشوارع و ملاحظة المباني القديمة , وأصبح من غير الممكن أن يقام مبني جديد إلا إذا أقره ووافق عليه هذا المجلس . وكان أول تغيير أصاب المدينة القديمة وطبوغرافيتها تخطيط المنطقة المطلقة علي الميناء الشرقية ( وهي المنطقة الممتدة من ميدان محمد علي " المنشية " إلي محطة الرمل الحالية ) وإقامة المباني الحديثة عليها , فقد كان الجزء المطل علي الميناء الشرقية من حي المنشية ( وهو المعروف حينذاك بالحي الافرنجي ) لا يضم إلا بعض الوكالات القديمة المهدمة , فأزيل معظمها , وهدم قسم كبير من اسوار المدينة المطلة علي البحر , و لتحل محلها المباني الجديدة , وخطط ميدان جديد مستطيل الشكل وهو المعروف الآن بميدان محمد علي , وشيدت المباني الحافة به من كل جهة علي الطراز الأوربي بحسب تصميمات هندسية متقنة وكان ابنه إبراهيم باشا يمتلك بعض هذه المباني الشاهقة , ويسكن  قناصل الدول الكبري البعض الأخر , وكانت دار القنصلية الفرنسية تمتازعلي دور القنصليات الأخري بمتانة بنائها وجمال تصميمها وبنيت علي أحد جانبي هذا الميدان الكنيسة الانجليزية التي لا تزال إلي الآن , وأقيمت في وسطه نافورة من الرخام . وهكذا بدأ العمران الجديد يمتد في المدينة القديمة , وبدأت الروح تعود إليها وخاصة بعد أن أنشأ محمد علي في سنة 1820 م ترعة المحمودية التي تسير في معظمها مع كمسار الخليج الناصري القديم , وكان هذا الخليج  قد أهمل إهمالا تاما حتي طمرته الرمال و انقطعت بذلك المواصلات بين الإسكندرية وداخل القطر , فأصبحت الإسكندرية بعد إنشائها , وبعد إصلاح الميناء و تنظيمها , أكبر مدن مصر التجارية . وقد منح محمد علي نفرا من المصريين ونفرا من الآوربيين الأراضي علي جانب هذه الترعة و فأقاموا عليهاالمنازل تحيط بها الحدائق و المزارع , وهكذا إمتد العمران الجديد مرة أخري إلي هذه المنطقة من المدينة القديمة . ولما كان محمد علي قد شغف حبا بمدينة الاسكندرية لموقعها الممتاز وأهميتها الحربية والتجارية ولإطلالتها علي عالم البحر المتوسط , فقد أثر الإقامة بها والتردد عليها , ولهذا بني في الطرف الغربي من جزيرة فاروس ( رأس التين ) قصرا عظيما جميلا هو المعروف بسراي رأس التين كما بني محمد علي وأبناؤه قصورا كبيرة أخري في أطراف المدينة , وكان من أهمها قصر المحمودية , وقصر القباري . وكانت سراي رأس التين تتكون من الحرملك , والديوان والحجرات الخاصة بمحمد علي " والمسافر خانة " التي أعدها لضيافة كبار الزائرين والمسافرين وإكرامهم , ومن هذه السراي كان محمد علي يشرف علي دار الصناعة الجديدة ( الترسانة البحرية ) التي أنشأها بعد موقعة ( نفارين ) وقد اعادت هذه الدار أمجاد دور الصناعة القديمة التي شهدتها المدينة في العصور المختلفة ففيها أصبحت تصنع سفن الأسطول المصري الكبير بعد أن كانت  تستورد جميعا من أوروبا و في طرف جزيرة رأس التين أمر محمد علي بإقامة منارة كبيرة لهداية السفن بلغ إرتفاعها 65مترا , وقدأشرف علي بنائها المهندس المصري النابغة / مظهر باشا و بعد إنشاء دار الصناعة صدر أمر محمد علي في شعبان سنة 1242 هجريا ( مارس 1827م ) إلي  بلال أغا- ناظر الترسانة بالإسكندرية في المحل الذي يستحسنه حكيمباشي الثغر . وقد أنشئ هذا المستشفي حيث يقوم المستشفي الأميري الآن بمعالجة الجنود البحرية – وكان يعرف بمستشفي المحمودية – وأعد لكي يتسع لنحو ألف وخمسمائة مريض , وكان يتردد عليه الاهالي للعلاج والنساء الحوامل للولادة ثم أنشئ بعد ذلك مستشفي أخر للجنود البرية كان يعرف بمستشفي رأس التين , وكان يسع نحو 600مريض . وفي سنة 1831م أنتشر في مدن مصر المختلفة ومنها الإسكندرية وباء الكوليرا . فقرر محمد علي إنشاء محجر صحي في المدينة علي نمط المحاجر أو المعازل الأوربية,وقد عرف هذا المحجر في ذلك الوقت بأسم"كورنتيلية"أو " لازاريتو" في الحي الذي مازال يحمل الاسم محرفا ب " الازاريطة " . وكان من الطبيعي وقد اتسعت المدينة ونظمت وكثر تعداد أهلها ان تشملها النهضة التعليمية التي شهدها عصر محمد علي فأنشئ بها في عهده مدرسة إبتدائية , ثانية تجهيزية , وثالثة ثانوية للطب . وفي عصر محمد علي أنشئ نظام للبريد اليومي يربط الإسكندرية بالقاهرة , وينقل رسائل الحكومة وبعض رسائل الأفراد , أما رسائل التجار فكان ينقلها بريد أخر خاص يصل إلي القاهرة ثلاث مرات في الأسبوع , كما أنشئ خط تلغرافي بين المدينتين لنقل الرسائل السريعة . 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.